المشاركات الشائعة

السبت، 28 فبراير 2009

40 دولة تمتلك تكنولوجيا تصنيع قنبلة نووية!


صور تجربة تفجير قنبلة نووية

رفع إعلان كوريا الشمالية الأسبوع الماضي أنها أجرت تجربة نووية ناجحة، عدد الدول التي يعتقد أن لديها أسلحة نووية إلى 9 دول. إلا أن المسؤولين في المجال النووي يقدرون أن 40 دولة أخرى تملك القدرة التكنولوجية، وفي بعض الحالات، المواد المطلوبة، لصناعة القنبلة النووية. هذه القدرة، بالإضافة إلى القوى النووية الجديدة في آسيا والشرق الأوسط، تهدد بوقوع عصر نووي جديد، طبقا لما ذكره المتخصصون في مجال الحد من الأسلحة، موضحين أنه من المرجح أن تتخلى الدول عن القيود القديمة فيما يتعلق بالأسلحة النووية.

ومن المتوقع زيادة انتشار الأسلحة النووية مع مضاعفة اعتماد الدول على القوة النووية. وهو الأمر الذي يعني امتلاك المزيد من البلاد القدرة على صنع وقود المفاعلات النووية، أو بنفس المعدات وجهد أكبر قليلا، صنع وقود القنابل وهو أصعب جزء في المعادلة النووية.

والأدلة على تزايد النشاطات النووية كثيرة ومتعددة. فمئات من الشركات تنقب عن اليورانيوم الآن بينما لم يكن العدد يزيد على عشرات قبل سنوات. وتعد كل من الأرجنتين واستراليا وجنوب إفريقيا برامج لتخصيب اليورانيوم، بينما تفكر بعض الدول الأخرى في الشيء ذاته. وقررت مصر إحياء برنامجها لتطوير الطاقة النووية.

وأدت المخاوف من تلك التطورات بوكالة الطاقة الذرية إلى دعوة مئات من المسؤولين الحكوميين والخبراء من جميع أنحاء العالم إلى مؤتمر في فيينا في سبتمبر (أيلول) الماضي لمناقشة تشديد القيود على من يسمح له بإنتاج الوقود النووي. وأوضح سام نان الاختصاصي في انتشار الأسلحة النووية والسناتور الديمقراطي السابق في الكونغرس الاميركى أن «هذه المخاطر عاجلة. نحن في سباق بين التعاون والكارثة، وفي تلك اللحظة فإن النتيجة غير واضحة». ولكن حتى وكالة الطاقة الذرية نفسها مسؤولة عن بعض التوتر المنتشر في تطوير الطاقة النووية.

فلعدة عقود اتبعت الوكالة الترويج لطاقة نووية آمنة عن طريق عقد برامج مساعدات تقنية لمئات من البلاد. وبعض هذه المعلومات يمكن أن تكون مفيدة في برامج التسلح، وإن كان هدف المساعدات هو الاستخدام المدني فقط. ولا تزال الوكالة تساعد باكستان، التي فجرت قنبلة نووية في عام 1998. كما أنها ساعدت كوريا الشمالية حتى عقد مضى. كما أنها تساعد اليوم إيران، التي يعتقد العديد من الخبراء أنها قريبة من التوصل إلى أساسيات صناعة قنبلة نووية. ويوجد 14 برنامجا للتعاون النووي مع إيران، بما فيها دراسة تطوير مختبر للأبحاث النووية، بالإضافة إلى مساعدتها في مشروع «مفاعل بوشهر». وقد أدى الاختبار النووي الذي أجرته كوريا الشمالية إلى إثارة تساؤلات جديدة عما إذا كانت آسيا هي أول من سيشعر بـ «تأثير الدومينو» حيث تقوم بعض الدول، في إطار حماية نفسها، بتجميع كل التقنيات اللازمة لصناعة القنبلة النووية، أو تصنع القنبلة لتنضم إلى الدول المالكة للسلاح النووي. وفي الشرق الأوسط، أدت المواجهة مع إيران إلى ظهور طموحات دول أخرى بالمنطقة لتطوير برامج نووية، خشية تحول طهران إلى القوى العظمى في المنطقة. ويقدر محمد البرادعي المدير العام لوكالة الطاقة الذرية الدولية أن 49 دولة تعرف كيفية صناعة الأسلحة النووية، وحذر من أن التوتر العالمي يمكن أن يدفع بعضها لصناعة السلاح النووي. ويقول جورج آسي نائب رئيس تطوير الأعمال في كاميكو أكبر شركة مساهمة في العالم لتجارة اليورانيوم ومقرها كندا أن «تجدد الاهتمام النووي في تزايد». وفي لندن ذكرت الجمعية النووية العالمية أن 28 مفاعلا نوويا جديدا تحت البناء في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى 62 تحت التخطيط و160 مفاعلا مقترحا، معظمها في آسيا. وتقدر كميات اليورانيوم المطلوبة لتلك المفاعلات بـ 65 ألف طن. وبينما لا يزال غامضا ما إذا كان توسع البنية الأساسية للطاقة النووية المدنية ستؤدي إلى زيادة عدد الدول التي تصنع الأسلحة النووية، فإن ذلك يمكن أن يمنح المزيد من الدول الوسائل للقيام بذلك.

من المدنية للعسكرية!

12 مليون إنسان يموتون إذا استخدموا السلاح النووي!

وتوجد طريقتان لتحويل التقنية المدنية إلى استخدام نووي. أولها هي تخصيب وقود اليورانيوم من المستوى العادي الذي لا يزيد عن 5 في المائة للمفاعلات إلى 90 في المائة، وهي النسبة المطلوبة لبناء القنبلة، وهي خطوة تتطلب عملية تخصيب أطول في أجهزة الطرد المركزي. أما الطريقة الثانية تحويل التقنية النووية من الاستخدام السلمي للعسكري، فهي اخذ الوقود المستنفد واستخدام البلوتونيوم الموجود به، وهو الوقود الرئيسي الآخر لتصنيع قنبلة. فالمؤسسة العسكرية البرازيلية على سبيل المثال، تبذل جهدا كبيرا منذ عدة عقود لتطوير أجهزة طرد مركزي لتخصيب وقود اليورانيوم لبناء القنبلة، وهو برنامج سري شجبته في التسعينات. وفي شهر مايو (أيار) الماضي، افتتحت البرازيل، بالرغم من الضغوط الدولية للتخلي عن إنتاج الوقود النووي، أول مجمع لتخصيب اليورانيوم. وهو مجموعة من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة في رسندي في ولاية ريو دي جانيرو. وفي الوقت الذي أثارت فيه إيران الشكوك لإنشاء مفاعل مماثل، فإن البرازيل تمكنت من طمأنة الدول الأخرى، ووكالة الطاقة الذرية الدولية بأن هدفها سلمي.

ويصعب تقدير حجم قطاع الصناعات النووية. وبالرغم من ذلك، فإن التكهنات هائلة. فقد ذكر هانز هولغر روغنر وهو خبير اقتصادي في وكالة الطاقة الذرية الدولية، أن العديد من التقديرات بالنسبة للقرن الواحد والعشرين، تشير إلى توسعات أكبر من عدد المفاعلات النووية المقامة حالية التي يصل عددها إلى 443 مفاعلا. وأوضح الدكتور روغنر «وصول عدد المفاعلات إلى 5 آلاف هو تقدير يدخل ضمن إطار عديد من الدراسات طويلة المدى. يبدو أن هناك سباق ولا أحد يرغب في البقاء وحيدا».

اليابان وكوريا الجنوبية

وبعد يوم من التجربة النووية لكوريا الشمالية، تعهد رئيس وزراء اليابان الجديد شينزو ابي بعدم التخلي عن التزام اليابان برفض وعدم امتلاك أسلحة نووية، وهو حجر الزاوية في السياسة الخارجية اليابانية منذ إلقاء أميركا قنبلتي نوويتين على مدينتي هيروشيما وناغازاكي. ولكن بالرغم من ذلك، فإن اليابان تملك كل عناصر بناء أسلحة نووية. فلديها أطنان من البلوتونيوم المستنفد من مفاعلاتها، طبقا لتقرير حكومي قدم في عام 2004 لوكالة الطاقة الذرية. وتجدر الإشارة إلى أن قنبلة نووية صغيرة لا تحتاج لأكثر من 10 أرطال.

واليابان هي المثال الأفضل «للبديل النووي»، فهي دولة يعرف العالم انه يمكنها أن تصبح دولة نووية بين عشية وضحاها إذا ما قررت ذلك. وقال روبرت غالوتشي المفاوض الأميركي السابق مع كوريا الشمالية وعميد كلية الخدمة الخارجية في جامعة جورجتاون الاميركية «يمكن أن يصبحوا في مرحلة متقدمة للغاية تجاه الردع، بدون انتهاك أية معاهدات نووية دولية».

وقد تعهدت كوريا الجنوبية أيضا بعدم السعي لأسلحة نووية. ولكنها لديها شبكة واسعة من المفاعلات النووية، ومنذ عدة سنوات عثر مفتشو وكالة الطاقة الذرية الدولية على أدلة على تجربة غير معلنة ليورانيوم عالي التخصيب. وفي أوائل التسعينات وقعت كوريا الجنوبية اتفاقية للحفاظ على الخليج الكوري خاليا من الصناعات النووية – إلا أنها وقعتها مع كوريا الشمالية.

الشرق الأوسط

أما الاهتمام الإيراني النووي فقد أدى إلى انتشار القلق من احتمال تعرض الشرق الأوسط إلى ضغوط مماثلة. ففي المنطقة يعتقد أن إسرائيل هي الوحيدة التي تملك أسلحة نووية، بالرغم من أنها لم تؤكد ذلك أبدا. وإذا ما تمكنت إيران من بناء أسلحة نووية، فهناك مخاوف من أن القوى الأخرى في المنطقة ستحاول بناء قنابلها النووية.

ومصر، التي حاولت منذ زمن بعيد بناء أسلحة نووية، ربما بدأت في إعادة التفكير في موقفها السابق. ففي عام 1998 صدمت التجارب النووية للهند وباكستان القاهرة. وقال روبت اينهورن المسؤول الكبير السابق في مجال حظر انتشار الأسلحة النووية في وزارة الخارجية الاميركية «إن قادة مصر وضعوا رهانهم لمصلحة الشرق الأوسط وابتعاد العالم عن الأسلحة النووية. غير أن ذلك كان إشارة مقلقة إلى أن الحركة تسير في الاتجاه الآخر».

وقد كشفت وكالة الطاقة الذرية الدولية مؤخرا على أن مصر تحتفظ ببعض جهودها القديمة والجديدة في سرية، ويشمل ذلك مشروعا مستمرا للحصول على خام اليورانيوم من صحراء سيناء. وفي شهر سبتمبر (ايلول) الماضي، أعلنت القاهرة خطة لإحياء برنامجها المتوقف لإقامة مفاعلات نووية من اجل الطاقة النووية. ولم تقدم أية إشارة عما إذا كانت، مثل إيران، تنوي إنتاج وقود للمفاعلات بنفسها. والسؤال المطروح الآن هو عما إذا كان الاختبار النووي لكوريا الشمالية، وتحدي إيران، سيؤديان الى تغيير المعادلة. ويوضح ماثيو بن من مدرسة كنيدي للشؤون الحكومية في جامعة هارفارد الذي يتابع انتشار التقنية النووية «عندما تحصل دول إضافية على القنبلة لا يؤدي ذلك إلى خلق ضغوط جديدة. ولكن كل دولة حالة خاصة وهناك خطورة بسيطة من ان الدومينو سيسقط بسرعة، ولاسيما اذا ما اتخذنا خطوات لمنعه».

وعندما تجمع خبراء الشؤون النووية في فيينا في شهر سبتمبر (ايلول) لمناقشة قواعد جديدة للعصر النووي الثاني، كانت الإجراءات ناجمة عن الخوف من أن بعض القيود القديمة – التكنولوجية والسياسية – أصبحت ضعيفة. والاقتراح الرئيسي المطروح للنقاش في مقر وكالة الطاقة الذرية يبدو بسيطا: يجب عدم السماح للدول بتطوير وسائلها الخاصة لتخصيب اليورانيوم من اجل وقود المفاعلات، وهو الأمر الذي ادعت إيران وبعض الدول الأخرى انه من حقها طبقا لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. وبعد أربعين سنة من التوصل للمعاهدة، تبدو المخاطر هائلة. وتمضي وجهة النظر المطروحة للنقاش، إن البديل هو تجمع الدول معا من اجل بنك متعدد الجنسيات للوقود النووية حيث يمكنهم مراقبة بعضهم البعض، والتأكد من عدم تحويل أي وقود لبناء القنابل.

ويوضح سيرجي كيرينكو مدير وكالة الطاقة الذرية الفيدرالية الروسية «التهديد قائم. ونفهم أن هذه الحلول فقط التي يتم التوصل إليها معا، التي ستضمن حق كل الدول اليوم، هي التي ستنجح».

وقد اتخذت روسيا المبادرة، فقد اقترحت تأسيس بنك للوقود النووي ستقيمه على أراضيها في العام القادم – والذي يمكن أن يحقق لها مليارات الدولارات من مبيعات الوقود النووي. ولكن الخطوة الهامة كانت قرار وران بوفت الملياردير الأميركي واحد رجال الخير تبرعه بخمسين مليون دولار لإنشاء بنك للوقود النووي تديره وكالة الطاقة الذرية الدولية، وهو ما يجعل الأمم المتحدة «الملاذ الأخير» لأي دولة تفكر في إنتاج وقودها الخاص. وقد أيدت إدارة جورج بوش خططا مماثلة.

ولكن بالرغم من الاتفاق على المشكلة، فإن الحلول تعرقلت بسبب الجدل – من الدول التي تملك أسلحة نووية التي تريد الحفاظ على قدراتها، ومن الدول النامية التي تشتم رائحة مؤامرة لحرمانها من نفس الحقوق النووية التي استمتعت بها الدول الكبرى لسنوات عديدة.

مردخاي فعنونو: " لأن إسرائيل تمتلك القنبلة الذرية فهي تمارس الأبارتايد"

كشف مردخاي فعنونو، المهندس بمركز ديمونة لجريدة " الصنداي تايمز " عن وجود البرنامج النووي العسكري الإسرائيلي. وقبل حتى أن ينشر كل تفاصيل الخبر، تم اختطافه من ايطاليا من قبل الموساد الإسرائيلي في الوقت الذي كان على اتصال بصحافيين بريطانيين. تم الحكم عليه بالسجن لمدة 18عاما. و برغم كونه ممنوعا من الاتصال بالصحافيين، إلا أنه استطاع الرد على أسئلة "سيلفيا كاتوري" خصيصا لشبكة فولتير.




سيلفيا كاتوري: ماذا كنت تشتغل في إسرائيل قبل أن يختطفك رجال الموساد في روما في أكتوبر 1986؟

مردخاي فعنونو: عملت في مركز البحوث العسكرية في ديمونة الواقعة في منطقة بئر شفا طوال تسعة أعوام.و قبل أن أغادر هذه المهنة عام 1986، قمت بالتقاط العديد من الصور المتعلقة بنشاط ذلك المصنع، كي أظهر للعالم أن إسرائيل تخفي سرا نوويا. عملي في ديمونة كان يتمثل في إنتاج العناصر الإشعاعية الخاصة بصناعة القنبلة الذرية. كنت أعرف تماما كمية المواد التي كانت تصنع، و نوع الأدوات التي كانت تستعمل و نوع القنابل التي كانت تنتج.

تصريحك لوسائل الإعلام العالمية أن بلدك يحوز سريا على السلاح النووي؟ ألم يشكل عليك ذلك خطرا كبيرا؟

مردخاي فعنونو: قررت القيام بذلك، لأن السلطات الإسرائيلية كانت تكذب على طول الخط من حيث تكرارها أن المسئولين السياسيين الإسرائيليين لا ينوون أبدا حيازة السلاح النووي. لكن في الحقيقة، كانوا ينتجون الكثير من المواد الإشعاعية التي في النهاية كانت تستعمل لنفس الغرض ذاته: تجهيز القنابل النووية و بكميات مهولة: حسبت وقتها أي في سنة 1986أكثر من مائة قنبلة ذرية. لقد بدأوا وقتها في صناعة القنابل الهدروجينية قوية المفعول. و هو السبب الذي جعلني أقرر الكشف للعالم كله ما كان يتم تحضيره في السر، لأنني أيضا أردت أن امنع الإسرائيليين من استعمال القنابل الذرية، هذا منعا لحرب نووية في الشرق الأوسط. أردت أن أساهم في حمل السلام إلى المنطقة.و إسرائيل التي تحوز على الأسلحة المدمرة سلفا، تستطيع أن تدخل في سلام، لأنها لن تقنع أحدا أن الفلسطينيين أو العرب يشكلون خطرا عليها، باعتبار أنها تملك فعلا الأسلحة القوية اللازمة لاستمرارها و تواجدها.

هل كنت مشغولا بأمن كل المنطقة؟

مردخاي فعنونو: نعم. بالتأكيد، فلم أفعل ذلك لأجل الشعب الإسرائيلي. الإسرائيليون هم الذين انتخبوا هذه الحكومة، و الحال أن تلك الحكومة اختارت أن تنعم عليهم بالسلاح النووي. كان يهمني الجانب الإنساني في كل الموضوع، من منطلق أني إنسان كأي إنسان في منطقة الشرق الأوسط أو العالم و لأن ما فعلته إسرائيل يمكن أن يشجع الآخرين على فعله. أردت أيضا و لأسباب إنسانية أن يعلم العالم الخطر الذي يمثله امتلاك إسرائيل للأسلحة النووية السرية. في سنة 1986، كنا في قمة الحرب الباردة، و كانت الأسلحة النووية في تكاثر مستمر بحيث كانت قيد الانتشار في العديد من الدول غير النووية، مثل إفريقيا الجنوبية، و غيرها. كان الخطر المتمثل في السلاح النووي حقيقيا، بيد أنه في أيامنا يبدو ذلك الخطر قد قلت حدته.

هل كنت تعي أبعاد الأخطار التي تتعرضون لها؟ لماذا أنت بالذات من عليه أن يتحمل كل تلك المخاطر و ليس شخص آخر؟

مردخاي فعنونو: بالطبع كنت أعي ما ينتظرني من أخطار. و لكن ما فعلته لم يكن بإمكان غيري القيام به. كنت أعرف من البداية أنني سأدخل في معركة ضد الحكومة الإسرائيلية و ضد الدولة اليهودية. كنت أعي أنهم يستطيعون قتلي، و أنهم قادرين على الانتقام مني بكل الطرق. و لكن كانت لي قناعة أن مسؤوليتي تتمثل في الكشف عن الحقيقة إلى العالم. و لم يكن باستطاعة غيري فعل ذلك مهما كانت المخاطر.

هل ساندتك عائلتك؟

مردخاي فعنونو: لم يكن باستطاعة أفراد عائلتي فهم قراري. بالنسبة إليهم، أخطر شيء ضايقهم هو أنني دخلت إلى المسيحية. بالنسبة إليهم، كان الأمر في غاية الفظاعة من كوني كشفت أسرارا نووية إسرائيلية. أنا أحترمهم، و هم يحترمون حياتي. علاقتنا طيبة و لكننا لم نعد نلتقي.

هل كنت تشعر بنفسك وحيدا؟

مردخاي فعنونو: أجل، أنا وحيد هنا في كاتدرائية سان جورج. لكن لدي العديد من الأصدقاء الذين يساندونني.

حدثنا عن ظروف محاكمتك و سجنك؟

مردخاي فعنونو: لقد تم البث في القضية في ظروف غاية السرية، كنت وحيدا مع محامي. تم توجيه إلي تهمة التجسس و الخيانة. انتقمت مني السلطات الإسرائيلية بوضعي في الحبس الانفرادي طوال فترة محاكمتي. لم تكن تسمح لأحد بزيارتي أو بالكلام معي و كانت تمنعني من الكلام إلى وسائل الإعلام بأي حال من الأحوال. لقد تم نشر العديد من الأكاذيب عني، و الحال أن الحكومة الإسرائيلية استغلت كل إمكانياتها كي تمارس غسيل مخ على الرأي العام، و على القضاة لينسوا القضية، وتمادوا إلى درجة اقتناعهم بضرورة رميي في السجن. كان الناس مقتنعين أنني خائن، جاسوس و مجرم. لم يكن ثمة أدنى عدل في محاكمتي. الأفظع من ذلك هو قرار عزلي في السجن، لقد انتقموا مني ليس بزجي في السجن، بل بعزلي التام، و إهانتي باستمرار بممارسة الأساليب الدنيئة ضدي. حاولوا إثارة أعصابي أكثر من مرة، كما حالوا إجباري على القول أنني نادم لما فعلته. عشت طوال 11 سنوات معزولا تماما في سجن انفرادي. في السنة الأولى لدخولي إلى السجن وضعوا كاميرا تراقبني. تركوا النور مضاءا ثلاثة أعوام متتالية. كان مخبرهم يضربني باستمرار، و يمنعني من النوم. لقد تعرضت لمعاملة بربرية و همجية.. حاولوا كسري. كان هدفي هو البقاء و التحمل. و نجحت في ذلك!

من الحظ انك لم تتعرض إلى الحكم بالإعدام كما طالب به وزير العدل آنذاك "تومي لابيد". لقد تحملت، و تم إطلاق سراحك يوم 21 أبريل 2004. وكنت تبلغ الخمسين تماما!

مردخاي فعنونو: إن كانوا أطلقوا سراحي فلأنني قضيت مدة سجني الثمانية عشر. كانوا يريدون قتلي، و لكن في النهاية عجزت الحكومة الإسرائيلية عن ذلك..

صورت قنوات التلفزيون خروجك من السجن في أبريل 2004، واكتشف العالم وقتها كل ما جرى لك. وقفت أنت أمام الكاميرا سعيدا، و مصرا: عكس أي رجل محطم...

مردخاي فعنونو: الخروج من السجن للحديث مع العالم، و الاحتفاء بكل ذلك بعد ثمانية عشر سنة من الحبس، و من المنع من ممارسة كل شيء.. كان الأمر كبيرا بالنسبة لي.

لم يقدر سجانوك على تحطيمك نفسيا؟

مردخاي فعنونو: لا. لم يستطيعوا. كان هدفي هو الخروج و الحديث مع العالم، كي تعرف السلطات الإسرائيلية أنها فشلت معي. كان هدفي هو البقاء، و هذا بمثابة النصر الكبير بالنسبة لي.. الانتصار على كل تنظيمات التجسس تلك. لقد نجحوا في اختطافي، و جري إلى المحكمة، و حبسي في السجن بشكل سري طوال ثمانية عشرة عاما.. و قاومت كل ذلك. لقد تعذبت كثيرا هذا صحيح، و لكنني قاومت. برغم كل جرائمهم، أنا على قيد الحياة، و بصحة جيدة!

ما الذي ساعدك على التحمل؟

مردخاي فعنونو: إرادتي. اقتناعي أنني فعلت ما كان يجب فعله. و إرادتي في افهماهم ذلك. ومهما كانت طرقهم في معاقبتي فسأستمر حيا.

ما هو العائق الذي تشعر أنك ستواجهه الآن؟

مردخاي فعنونو: منعي من مغادرة إسرائيل. لقد تم إطلاق سراحي و لكن هنا في إسرائيل أعيش في سجن كبير. أردت مغادرة البلد لزيارة العالم و الاستمتاع بحريتي. لقد ضجرت من النظام الإسرائيلي. باستطاعة الجيش الإسرائيلي إلقاء القبض علي في أي وقت، و معاقبتي. أشعر أنني واقع تحت رحمتهم. أريد فعلا العيش بعيدا من هنا..

متى ستسمح لك إسرائيل بمغادرة البلد؟

مردخاي فعنونو: لا أعرف. منعوني من مغادرة إسرائيل مدة سنة. بعد مرور السنة جددوا المنع ثانية لسنة أخرى، و التي ستنتهي في أبريل القادم. و بإمكانهم تجديد المنع وفق رغباتهم هم...

كيف تنظرون إلى اتفاقية الحد من انتشار السلاح النووي في الوقت الذي تبيحه إسرائيل لنفسها، بينما يتم الضغط على إيران لإخضاعها للتفتيش؟

مردخاي فعنونو: كل الدول عليها أن تخضع للتفتيش الدولي و قول الحقيقة حول ما تقوم به في مجال المنشآت النووية. لم توقع إسرائيل على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية. بينما وقعت حوالي 180 دولة على المعاهدة، منها الدول العربية. مصر، سورية، لبنان، العراق، الأردن... كل الدول المجاورة لإسرائيل فتحت حدودها للمفتشين التابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية. إسرائيل بمثابة الخطر، بحيث أنها الدولة الوحيدة الرافضة التوقيع على المعاهدة. فعلى الولايات المتحدة و أوروبا البدء في معالجة المسالة الإسرائيلية في هذا المجال.

إيران التي تلتزم بمسؤولياتها قبلت بالتفتيش من قبل الأمم المتحدة، و مع ذلك تتعرض للتهديد بالعقوبات الاقتصادية. و إسرائيل المالكة للسلاح النووي ترفض أي تفتيش من وكالة الطاقة الذرية، و لا تتعرض لأي انتقاد أو تهديد بعقوبات. لما هذا الكيل بمكيالين من قبل الولايات المتحدة و أوروبا؟

مردخاي فعنونو: نعم، و ثمة ما هو اخطر مما قلته، فلا يكتفي الآخر بغض النظر عما في حوزة إسرائيل من أسلحة مدمرة، بل و يتم تقديم الدعم السري لها. هنالك تعاون سري بين إسرائيل و بريطانيا، فرنسا، و الولايات المتحدة. هذه الدول قررت المساهمة في القوة النووية الإسرائيلية لأجل جعل من إسرائيل دولة استعمارية في العالم العربي. إنهم يساعدون إسرائيل كي تكون هذه الأخيرة في خدمتهم كدولة استعمارية تسيطر على منطقة الشرق الأوسط، مما سيسمح لهم بالاستحواذ على المنابع البترولية و إخضاع العرب إلى التخلف و الصراعات الداخلية. هذه هي أسباب الدعم الذي يقدمونه لإسرائيل.

ألا تعد إيران خطرا كما تقول إسرائيل و الولايات المتحدة ؟

مردخاي فعنونو: باعتبار أنها خاضعة للتفتيش الأممي من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فلا تشكل إيران أي تهديد. الخبراء الغربيون يعرفون جيدا نوع البرنامج النووي الإيراني، عكس إسرائيل التي ترفض أن يدخل أحد إلى منشئاتها النووية.و هو السبب الذي جعل إيران تقرر الاستمرار في برنامجها قائلة للعالم:" لا يمكنكم أن تطالبوننا بشفافية أكثر من ذلك، بينما تغضون الطرف عما يجري في إسرائيل!". كل العرب يرون منذ أربعين عاما أن لإسرائيل قنابل ذرية و لا أحد يتحرك إزاء ذلك. طالما سيستمر العالم في تجاهل السلاح الذري الإسرائيلي فلن يستطيع احد أن يقول شيئا لإيران.و إن كان العالم مشغول كما يدعي بنزع التسلح النووي، فعليه أن يبدأ بإسرائيل!

تشعر بالضيق حين تسمع إلى إسرائيل تقول أنها جاهزة لضرب إيران، الدولة التي لم تخل بأي شرط من شروط الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟

مردخاي فعنونو: نعم هذا يجعلني في قمة الغضب و الضيق. ليس لدينا مؤاخذات ضد إيران، فقبل القيام بأي عمل ضد أي دولة يجب النظر أولا إلى المسألة الإسرائيلية. لا يمكن للعالم أن يتجاهل وجود إسرائيل في ميدان السلاح النووي منذ أزيد من أربعين عاما. على الولايات المتحدة أن تفرض على إسرائيل التوقيع على اتفاقية الحد من انتشار السلاح النووي، و حان الوقت أيضا لأوروبا لكي تعترف رسميا أن إسرائيل تحوز على القنابل الذرية. العالم العربي يعيش حالة قلق أكيدة و هو يصغي إلى كل تلك الخطابات التي تدين إيران التي لا تمتلك أية قنبلة ذرية، متجاهلة دوما دولة إسرائيل.

من هي الدول التي تتعاطى مع إسرائيل؟

مردخاي فعنونو: إسرائيل ساعدت كل من فرنسا و بريطانيا في حملتهما العسكرية ضد مصر عام1956. بعد عملية السويس، بدأت بريطانيا و فرنسا في التعاون مع إسرائيل في برنامجها النووي كوسيلة من وسائل الشكر على ما قدمته لهما هذه الأخيرة إبان تلك الحرب.

ألم تساعد إفريقيا الجنوبية إسرائيل إلى غاية 1991..

مردخاي فعنونو: لقد مارست إسرائيل تجاربها النووية في صحراء إفريقيا الجنوبية..

في الستينات، قيل أن الرئيس كيندي أمر بإجراء تفتيش في مركز ديمونة الإسرائيلي. هل ترى علاقة بين قراره هذا و عملية اغتياله؟

مردخاي فعنونو: أعتقد أن في عهد كينيدي كانت الولايات المتحدة تعارض البرنامج النووي الإسرائيلي.. لقد حاول كينيدي وقف إسرائيل في هذا المجال، لكن اغتياله لم يسمح له بالاستمرار.. بالنسبة لي، سبب الاغتيال مربوط بنشر السلاح النووي في إسرائيل و في دول أخرى. أولئك الذين اغتالوه كانوا يريدون تكريس المسألة النووية و نشرها. و اغتيال كينيدي ساعد على استمرار ذلك الانتشار، بيد أن الرئيسين جونسون و نيكسون فيما بعد لم يعارضا ذلك، حيث تركا إسرائيل تمارس برامجها.

إدانتك لم تمنع إسرائيل من جعل المسألة شيئا محظورا غير قابل للمساس. هل ترى أن إستراتيجية إسرائيل كانت ناجعة إلى هذا الحد؟

مردخاي فعنونو: يجب الاعتراف أن هذا صحيح. إسرائيل حالة مثيرة للجدل، كيف استطاعت دولة صغيرة أن تتحدى العالم بأسره و تستمر في سياسية العنف دون أن تكترث بالآخرين؟ لقد نجح الإسرائيليون في ذلك في تلك المرحلة نعم، لكن اليوم... تغير العالم. انتهت الحرب الباردة، وتلاشت الشيوعية، و صار العالم مهتما بالسلام. نرى جيدا أن السلاح النووي لا يساعد إسرائيل في شيء. على إسرائيل اليوم أن تظهر أنها راغبة في السلام، و بأية طريقة سوف تذهب إليه؟ السياسة الإسرائيلية كانت ممكنة في خضم الحرب الباردة، لكن اليوم، يجب أن تتبنى إسرائيل سياسة جديدة تُـظهر جنوحها إلى السلام.

في الخمسينات، كانت إسرائيل تمتلك أسلحة رهيبة. ما هو السبب الذي جعلها تفكر في تملك السلاح النووي؟

مردخاي فعنونو: بلد صغير مثل إسرائيل ليس له أي سبب مقنع لحيازة كل تلك الأسلحة التي يحوز عليها. يبدو الأمر أشبه بالتحدي. من المستحيل أن تستعمل إسرائيل السلاح النووي ضد سورية أو مصر أو الأردن، لأن الانعكاسات الإشعاعية ستكون رهيبة على إسرائيل نفسها.. أي قنبلة ستكون كارثة على إسرائيل، و هو السبب الذي يجعل الإسرائيليين لا يفكرون مجرد التفكير في مناقشة الأمر فيما بينهم. مع ذلك تظل المسالة مقلقة للجميع، و نريد ردا من إسرائيل فيما يخص هذه المسالة..

بالنسبة لإسرائيل، لا يتعلق الأمر بسلاح يمكنها من الدفع عن نفسها؟ ولا حتى وسيلة للمزايدات السياسية؟ أم ترونه أنه من أجل التفاوض مع الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة وتجاهل العرب المستضعفين عسكريا؟

مردخاي فعنونو: أجل. تستغل إسرائيل قوة السلاح النووي للتسويق لسياستها. لإسرائيل سلطات كثيرة و هي تمارس القمع على جيرانها. الأمريكان أنفسهم لا يستطيعون إملاء شيء على الإسرائيليين. اليوم ترى أوروبا إلى أي درجة صارت إسرائيل قوية من دون حتى أن تستعمل قنبلة ذرية واحدة، و من دون أن تهدد حتى باستعمالها. بإمكان الإسرائيليين فرض سلطتهم و أن يفعلوا ما يحلو لهم. بإمكانهم إقامة الأسوار، و تشييد المستعمرات في فلسطين.. لا أحد يمكنه أن يقول شيئا لهم، لأنهم صاروا أقوياء بسبب سياسة التسويق التي قاموا بها، باستعمال السلاح النووي كتهديد غير مباشر، و للمساومة السياسية.

هل فكرت إسرائيل اللجوء إلى السلاح النووي ضد جيرانها العرب عام 1973؟ مردخاي فعنونو: نعم. في سنة 1973، كانت إسرائيل على استعداد لاستعمال السلاح النووي ضد مصر و سورية.

عانيت كثيرا بسبب كشفكم عن سر الدولة و لكن لأجل أي نتيجة؟

أولا العالم يعرف جيدا أن إسرائيل تمتلك السلاح النووي. لا أحد يجهل هذه الحقيقة.. ثانيا أن إسرائيل وجدت نفسها عاجزة عن استعمال ذلك السلاح النووي. نتيجة أخرى هو أن العالم صار يعرف ماذا ارتكبت الدولة اليهودية سريا. و اكتشف العالم الأكاذيب الإسرائيلية التي كانت تشوه الحقائق. مجرد العلم أن دولة صغيرة استطاعت أن تصنع أكثر من 100 قنبلة ذرية في الوقت الذي تسعى فيه إلى منع الدول الأخرى من حيازتها. يدرك العالم أن إسرائيل لم يكن لها أي سبب لتخاف من جيرانها لأنها تحوز على أسلحة رهيبة كفيلة بحمايتها.

ما هو سبب استمرار إسرائيل في اضطهادها لك؟

مردخاي فعنونو: ما فعلته يزعج السلوك السياسي الإسرائيلي. السياسة النووية السرية الإسرائيلية كانت من تصميم شيمون بيريز. ما فعلته جعل إسرائيل تلجأ إلى خطط جديدة، ها هي الآن تخترع أسلحة جديدة. إقامة السور، بناء و توسيع المستوطنات كما يريدون جعل المجتمع اليهودي أكثر تدينا، و قومية، و عنصرية. ما تريده إسرائيل ليس السلام، بل الاستمرار في بناء السور و المستوطنات.

لقد قمت بعمل جبار!

مردخاي فعنونو: بصفتي إنسان، فقد فعلت شيئا لأجل أمن و كرامة الإنسان. كل دولة لها حق احترامنا كبشر مهما كانت دياناتنا، سواء كنا يهود أو مسيحيين أو مسلمين، أو بوذيين... إسرائيل تعاني من مشكلة كبيرة: أنها لا تحترم الإنسان. الدولة اليهودية لا علاقة لها بالديمقراطية، بل هي دولة عنصرية. على العالم أن يعرف أن إسرائيل تمارس سياسة الأبارتايد، إن كنت يهوديا فيمكنك الذهاب إلى أي مكان، و إن لم تكن يهوديا فليس لك الحق. هذه العنصرية هي المشكلة الكبيرة، فلا أحد يستطيع أن يقبل بهذه الدولة العنصرية.

كأنك تشكك في شرعية هذه الدولة؟

مردخاي فعنونو: طبعا. هذا ما أقوله منذ خرجت من السجن. لا يمكننا القبول بهذه الدولة اليهودية. دولة إسرائيل اليهودية مناوئة للديمقراطية. نحن بحاجة إلى دولة يعيش فيها كل المواطنين دون تمييز ديني أو عقائدي. الحل في دولة واحدة لكل السكان و ليس لليهود فقط. دولة يهودية ليس لها سبب للبقاء، فاليهود ليسوا بحاجة إلى نظام أصولي كالذي يسود إيران. يحتاج الناس إلى ديمقراطية حقيقية تحترم الإنسان. اليوم لدينا في منطقة الشرق الأوسط دولتين في مجال الأصولية المتطرفة: إيران و إسرائيل. لكن إسرائيل فاقت إيران في ذلك!

في نظرك، هل تشكل إسرائيل دولة أكثر خطورة من إيران؟

مردخاي فعنونو: طبعا. نعرف ما الذي يمارسه الإسرائيليون ضد الشعب الفلسطيني منذ أكثر من خمسين سنة. حان الوقت، للعالم، كي يتذكر ذلك و كي يهتم بالمحرقة الفلسطينية التي تمارسها إسرائيل. لقد عانى الفلسطينيون كثيرا، و منذ زمن بعيد بسبب كل ذلك القمع. اليهود لا يحترمون الفلسطينيين و لا يعتبرونهم بشر، و الأخطر أنهم يتدخلون في حياتهم و يرسمون لهم حتى مستقبلهم.

ماذا تقول عن بلدي سويسرا التي صاغت اتفاقيات جنيف؟

مردخاي فعنونو: على سويسرا أن تدين بشكل مباشر و واضح السياسة الإسرائيلية العنصرية، فيما يخص انتهاكات حقوق الفلسطينيين سواء المسلمين أو المسيحيين. على كل الدول أن تطالب من الحكومة الإسرائيلية احترام غير اليهود بصفتهم بشرا. أنا في الواقع لا أملك أية حقوق، لا للكلام معكم و لا للسفر إلى الخارج. و إن كنت أعبر عن أرائي فأنا أعرف جيدا ما ستترتب عنه من مخاطر علي.لقد استغلت إسرائيل تعويضات المحرقة لتصنع بها الأسلحة التي تسمح لها بتدمير المنازل الفلسطينية، سأكون سعيدا لو منحني بلدكم جواز سفر و ساعدتني على الخروج من إسرائيل. أنا أعيش في ظروف صعبة للغاية. أن تكون يهوديا فأنت ستعامل بشكل جيد أما لو كنت غير يهودي فلن تحظى بأي احترام هنا.

السلاح النووي الإسرائيلي يهدد العرب من البر والبحر والجو

حدث هذا في عام 1999 وبعد فشل الديبلوماسية العربية في الاعتراض على الحكومة الألمانية ودفعها إلى وقف تسليح "إسرائيل" بما يعزز تفوقها العسكري على جيرانها العرب ومساعدتها في تعزيز ترسانة أسلحتها النووية. وشاء القدر أن يتخلى يوشكا فيشر نائب المستشار ووزير خارجية ألمانيا في اليوم الذي وصلت فيه غواصتان ترفعان العلم الألماني إلى ميناء حيفا، عن ورقة التوت وكونه ينتمي لحزب الخضر فإنه خرج في هذا اليوم عن إيديولوجية الخضر التي كانت في الماضي تدعو إلى خفض التسلح. ما أن استقبل فيشر الغواصتان الألمانيتان في ميناء حيفا ووقف إلى جانبه الرئيس الإسرائيلي عزرا وايزمن الذي قاد الاجتياح الإسرائيلي ضد لبنان في عام 1978، حتى سارع أفراد البحرية الإسرائيلية في استبدال العلم الألماني بالعلم الإسرائيلي وباشروا بكتابة اسم كل غواصة.

كانت الغواصتان ضمن هدية من الحكومة الألمانية من أصل ثلاثة غواصات بعد أن استجابت حكومة المستشار السابق هيلموت كول لطلب "إسرائيل" بتزويدها بغواصات من طراز الدلفين التي تمتاز بسرعتها والإبحار في المياه الضحلة لكن ميزتها أيضاً أنها تستطيع حمل صواريخ نووية على متنها. تذرعت ألمانيا بعد اندلاع معارك حرب الخليج الثانية في عام 1991 بأن "إسرائيل" التي زعمت أنها تشعر بتهديد صواريخ سكود العراقية طلبت من ألمانيا، الممول الثاني للدولة العبرية بعد الولايات المتحدة الأميركية، تزويدها بأنظمة سلاح جديدة لردع أعداءها في المنطقة. لأن ألمانيا رفضت إرسال جنودها إلى حرب الخليج عام 1991 متذرعة بمعارضة الدستور الذي تم تعديله بعد عامين إلا أنها قدمت مساهمة مادية وعسكرية بلغت قيمتها سبعة عشر مليار مارك (8,5 ملايين يورو)

بعد وقت قصير على الاجتماع الذي تم في مقر المستشار كول وشارك فيه عن الجانب الإسرائيلي رئيس الموساد، أوكلت وزارة الدفاع الألمانية إلى شركة صنع السفن الحربية (هوفالد فيركي) في مدينة كيل الواقعة في شمال البلاد، للبدء في تصنيع ثلاثة غواصات من طراز الدلفين وأن تعمل شركة تيسين في تجهيزها. والجدير بالذكر أن اسم شركة تيسين ورد في صفقة دبابات فوخس المزودة بمختبرات تقفي أسلحة الدمار الشامل والتي باعت حكومة كول 36 منها إلى السعودية في العام المذكور.

وقد كلفت قيمة الهدية العسكرية التي قدمتها ألمانيا لإسرائيل رجل الشارع الألماني الذي يدفع ضرائب لخزانة الدولة، مليار ونصف مارك أي 750 مليون يورو. الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر كانا في صف المعارضة حين وعد كول الإسرائيليين بهذه الهدية وصدرت احتجاجات عن عدد من أعضاء البرلمان الألماني التابعين للحزبين لكن صوت المعارضة الألمانية كان ضعيفاً مثل الديبلوماسية العربية إذ بالكاد صدر احتجاج من حكومة عربية. رغم أن قانون تصدير الأسلحة الألماني كان في ذلك الوقت صارماً خاصة بما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط إلا أن حكومة المستشار كول خرجت عن كافة القوانين والمبادئ وأدارت ظهرها للشعار الذي نادى به كول أكثر من مرة: لن تنطلق حرب جديدة من أرض ألمانية.

في سبتمبر عام 1998 خسر كول الانتخابات العامة وخلفه الاشتراكي غيرهارد شرودر في السلطة على رأس ائتلاف طرفه الآخر حزب الخضر حيث تم تعيين المشاغب السابق يوشكا فيشر وزيرا للخارجية لكن سرعان ما تبددت شكوك "إسرائيل" بأن تعمل الحكومة الجديدة في بون بإلغاء قرار منحها غواصات تمتاز بحمل رؤوس نووية على متنها وقالت حكومة شرودر في معرض ردها على المحتجين: إن قرار حصول "إسرائيل" على هذه الغواصات صدر عن الحكومة السابقة. لم تكن هناك نوايا لدى حكومة شرودر/فيشر بأي حال إلغاء هذا المشروع الخطير أو تجميده راح كل شيء يجرى وفقاً للخطة حيث مارست الغواصات تدريباتها في مياه بحر الشمال قبل توجهها إلى ميناء حيفا.

في عام 1999 صدرت تحذيرات بأن تكون الغواصات الثلاثة قادرة على حمل صواريخ نووية كونها تمتاز بفوهات واسعة. منذ أيام يجرى الحديث في ألمانيا عن احتمال أن تكون "إسرائيل" عملت في إعادة تجهيز الغواصات الألمانية وأصبحت جاهزة لنقل صواريخ نووية وهذا ما أكدته صحيفة (لوس أنجيلوس تايمز) الأميركية يوم السبت الماضي نقلاً عن مصادر حكومية أميركية وإسرائيلية التي أكدت أن الخبراء العسكريين الإسرائيليين جهزوا غواصات الدلفين بصواريخ هاربون الأميركية وزودوها برؤوس نووية. ويأتي الكشف عن هذه المعلومات ليشكل صفعة جديدة لجهود السلام في الشرق الأوسط وبصورة خاصة لسياسة إدارة الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش تجاه نزاع الشرق الأوسط والتي لا يختلف اثنان على تحيزها الأعمى للدولة العبرية. وكذلك بعد وقت قصير على عودة المستشار الألماني غيرهارد شرودر من جولة شملت مصر والسعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة حيث دعا إلى حل نزاع الشرق الأوسط. غير أن مصداقية الرئيس بوش والمستشار شرودر أصبحت معرض نقاش بعد افتضاح أمر الغواصات التي حصلت عليها "إسرائيل" بصورة دعم عسكري أميركي ألماني مشترك.

غير أن الخطورة هنا تكمن كون انتشار خبر تزويد الغواصات الألمانية التي تملكها البحرية الإسرائيلية بصواريخ نووية يأتي أيضاً في الوقت الذي يجرى فيه وضع سيناريوهات إسرائيلية للقيام بتدمير المفاعلات الإيرانية. وذكرت مصادر في جهاز الموساد الإسرائيلي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون كلف الاستخبارات الإسرائيلية بوضع خطط لضرب إيران وأن أبرز سيناريو يقوم على قيام اثنا عشر مقاتلة حربية من طراز فانتوم 16 بالإغارة على المفاعلات الإيرانية وتدميرها بالكامل وهو العمل الذي يقول الموساد إنه صعب لكن بالإمكان إنجازه. كما تضغط الولايات المتحدة على إيران لإجبارها على وقف برنامجها النووي الذي تروج "إسرائيل" بأنه على وشك الاكتمال والبدء بإنتاج اليورانيوم المخصب، كذلك الاتحاد الأوروبي الذي هدد إيران بوقف المفاوضات الجارية حول إبرام اتفاقية في مجال التعاون التجاري والاستثمارات إذا رفضت التوقيع على بروتوكول ملحق بمعاهدة الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل. وتحتاج إيران بصورة ملحة لهذه الاتفاقية كي يحصل اقتصادها على بعض الانتعاش. كما تخطط الولايات المتحدة لتصعيد نزاعها مع إيران في نشر شبكات لالتقاط الصواريخ النووية ضمن برنامج حرب النجوم الذي وضعته إدارة الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان في عدد من الدول الأوروبية وتوجيهها نحو إيران.

لم يأت النبأ مفاجأة لبرلين التي حذرت "إسرائيل" مراراً من استغلال المساعدات العسكرية الألمانية والعمل في إعادة تصنيعها وبيعها إلى دول أخرى وتطويرها. قبل سنوات قليلة علمت برلين أن "إسرائيل" تعمل سراً في إعادة تجهيز غواصات الدلفين تمهيدا لتمكينها حمل رؤوس نووية على متنها. وتقدمت جهات برلمانية محلية باستفسار إلى وزارة الدفاع الألمانية حول سبب لجوء "إسرائيل" لإعادة تجهيز الغواصات واستبدال فوهات توربيدو ذات الحجم العادي البالغ 533 ملم بفوهات أكبر منها 650 ملم وأجابت وزارة الدفاع: لا تستبعد الحكومة الألمانية أن يجري إعادة تجهيز الغواصات الثلاثة.

بوسع غواصات الدلفين الإبحار مسافة خمسة عشر ألف كلم والبقاء تحت الماء مدة تزيد عن أربعة أسابيع ويحمل كل منها عشرة صواريخ من طراز توربيدو وهاربون مزودة برؤوس نووية. وحسبما ذكرته صحيفة (لوس أنجيلوس تايمز) يبلغ مدى هذه الصواريخ المضادة للسفن مدى 130 كلم وقد زودتها "إسرائيل" برؤوس نووية لاستخدامها ضد أهداف في بلدان مجاورة. وقد عمل الخبراء في تصغير حجم رؤوس صواريخ هاربون كي يصبح بالوسع إطلاقها من فوهات غواصات الدلفين كما تم تعديل نظام تسيير الصواريخ. وتقول التقارير إنه منذ أن قامت إيران في مطلع التسعينيات بنشر صواريخ بعيدة المدى راح الجيش الإسرائيلي يعمل في تعزيز ترسانته النووية ونقلها إلى البحر كي تصبح موجهة قبالة السواحل الإيرانية. ويقول خبير عسكري ألماني إن نجاح عملية تجهيز الغواصات الألمانية بفوهات تنطلق منها صواريخ مزودة برؤوس نووية يجعل "إسرائيل" الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي بوسعها إطلاق صواريخ نووية من الأرض والجو والبحر.

السلاح النووي بين العالمين الأول والثالث

لا توجد قوانين او شرائع تجيز لبلد ما انتاج سلاح معين وتحرّم على بلد آخر انتاج ذلك السلاح. وبالتالي، فأي حديث عن منع وتحريم اسلحة محددة على دول معينة يرتبط مباشرة بواحد من ثلاثة احتمالات: ان الدولة المحرومة قبلت بذلك الحرمان ووقعت على مواثيق تقر ذلك لسبب او لآخر، او ان دولة خالفت اتفاقا ثنائيا او جماعيا يحرم على الجميع انتاج او اختبار ذلك السلاح، او غير ذلك من الاتفاقيات. والاحتمال الثالث للحديث في شأن المنع، هو بلطجة دولة او دول قوية على غيرها حتى تحتفظ بالتفوق لسبب او لاخر، وهذا ما يكثر الحديث بشأنه هذه الايام.

في البداية يجب الاشارة الى قبول النظام العراقي، الحالي، بقرارت للامم المتحدة بعد حرب الخليج، تمنع البلاد من انتاج صواريخ بعيدة المدى وأي اسلحة كيماوية او بيولوجية او نووية، وقد قبل العراق نظام تفتيش دولياً على هذه الاسلحة. النظام العراقي، حتى الان، لم يكن يطالب بالغاء تلك القرارات او بسحب توقيعه ولكنه يتظلم، وعن حق، من الاجراءات. اما قرار الامم المتحدة الجديد فقد اتخذ بسبب عرقلة تنفيذ القرارات السابقة لسبب او لآخر، وفي النهاية سيكون على النظام العراقي تحمل مسؤولية قبول، وبالتالي تطبيق تام للقرار، او الرفض بما يحمله من نتائج.

في الحالة الثانية التي يكثر الحديث عنها في الشأن التسليحي النووي، وهي كوريا الشمالية، يجب ايضاً تذكر ان النظام الحاكم قد وقع اتفاقاً مع الولايات المتحدة عام 1994، ينص على تجميد البرنامج النووي الكوري مقابل منافع محددة، ولكن كوريا أخلت بالاتفاق وواصلت تطوير ذلك البرنامج سرا. هنا ايضاً، لا تؤكد كوريا حقها في مواصلة البرنامج ولكنها الآن تريد التوقف الفعلي عنه مقابل توقيع اتفاقية عدم اعتداء مع الولايات المتحدة، وذلك على غرار تعهد الرئيس الاميركي كيندي لموسكو بعدم الاعتداء على كوبا مقابل سحب الاتحاد السوفياتي لصواريخه النووية من الجزيرة القريبة على البر الاميركي.

يبدو جلياً ان واشنطن تتقدم تجاه تصويب هجومها نحو دول اخرى في الشرق الاوسط. هنا ايضاً علينا تذكر ان الولايات المتحدة تتصرف رسمياً كشرطي دولي يعرف انه منحاز واناني، ولكنه ينفع في بعض الحالات ويضر في غيرها. بالطبع فالضرر لطرف هو منفعة لاخر والعكس صحيح. لذلك فالمنطقي الحكم على المواقف حسب قانونيتها وشرعيتها الدولية، وبدون التظلم التلقائي.

اذا كانت دولة شرق اوسطية قد وقعت مثلاً على اتفاقية عدم انتاج واستعمال السلاح الكيماوي او النووي، فلا يمكنها رفض رقابة دولية، حتى لو كانت بايعاز اميركي ولصالح اسرائيل. ولا يمكن ايضاً القول ان اسرائيل العدوانية تنتج ذلك السلاح، ففي النهاية اسرائيل لم توقع على الاتفاقية، ولم تكره احداً على توقيعها. هذه الابجديات مهمة لاننا نخلط الحابل بالنابل دوماً ونصرخ ان العالم ضدنا. من يوقع على اتفاقية عليه احترامها وتحمل مسؤوليات مخالفتها، دون مقارنة الذات مع دولة لم توقع، او اخرى اخذت حق الانتاج عندما فرضت الامر الواقع.

الدول النووية الرسمية التي فرضت نفسها هي ذاتها الخمس دائمة العضوية في الامم المتحدة، والتي تملك كل منها حق الفيتو. وكانت الولايات المتحدة اول من طور واختبر واستعمل السلاح النووي مع نهاية الحرب العالمية الثانية. الدول النووية الاخرى من العالم الثالث، هي الهند وباكستان، بينما اسرائيل لم تعلن عن نفسها رسمياً كدولة نووية. وهناك دول صناعية قبلت بالحرمان النووي العسكري مثل المانيا واليابان كتكفير عن افعالهما في الحرب العالمية الثانية. بينما سويسرا والنمسا تعتبران حياديتين وترفضان التسلح النووي. يشار بهذا الصدد الى ان واشنطن دفعت للان، ثلاثة مليارات دولار، وستدفع اجمالي خمسة مليارات حتى عام 2005، لنزع وتدمير بعض الاسلحة النووية من دول الاتحاد السوفياتي السابق، وهي روسيا واوكرانيا وبيلاروس وكازاخستان، وقد تم التخلص من تسعة الاف رأس نووي والف صاروخ بعيد المدى وصواريخ عابرة للقارات تستعمل من الغواصات، واغلقت حوالي مائتين من انفاق الاختبارات النووية. كل ذلك تم برضى تلك الدول التي لم تعد قادرة على دفع كلفة صيانة وتأمين تلك الاسلحة النووية الروسية الملكية، واوكلت الامر للاميركان.

الدول المتهمة بالسعي لتطوير السلاح النووي، الى جانب العراق وكوريا، هي ايران وليبيا وسورية. منذ نهاية اكتوبر هذا العام عادت اسرائيل لتسرب للرأي العام الاميركي اخباراً عن وجود علماء ذرة عراقيين في الجماهيرية الليبية، وهذه مقدمة لحملة توريط يراد الوصول عبرها الى تجريم ليبيا بدون اثبات قانوني. وكان الترويج الاسرائيلي قد دفع بوكيل وزارة الخارجية الاميركية، في العاشر من اكتوبر، لاعلان قلق بلاده من البرامج الصاروخية والنووية لسورية، ولايران ودول اخرى «لازالت تستفيد من التكنولوجيا والخبرة الروسية».

يجب التذكير هنا، بأن ايران والدول العربية قد وقعت على اتفاقية منع انتشار السلاح النووي، ولكن اسرائيل لم توقع عليها للان، ولكنها اكتفت بالتوقيع على اتفاقية حظر التجارب النووية (جربت قنابلها مع جنوب افريقيا العنصرية). وهذه الاتفاقية ـ منع التجارب ـ لم توقع عليها بعض الدول العربية للان! ملخص المعاهدة لمنع الانتشار العسكري النووي، يقر بمنع انتشار الاسلحة النووية او تقنيتها، وعدم المساعدة على تطويرها لدى الغير، والاتفاق على التخلص النهائي منها في العالم... ولكن الاتفاقية لم تحدد زمناً ونهجاً وآلية للتخلص من الاسلحة النووية. ولان الطاقة النووية مفيدة سلمياً، فلم يُمنع تطويرها للاغراض السلمية، واقيمت «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» لتراقب المفاعلات والبرامج النووية لكل الدول المئة وسبع وثمانين الموقعة على الاتفاقية، وقد نفذت الوكالة في عام 2000، ما يقارب من 2500 عملية تفتيش ورقابة عبر العالم. اسرائيل ليست عضواً في الوكالة ولم توقع على الاتفاقية، ولم ينجح العرب في دفع العالم لفرض رقابة على برامجها النووية، وهذه عموماً قصة اخرى.

لقد اخذت اسرائيل القانون بيدها، ودمرت منذ عقدين مفاعل العراق النووي قرب بغداد، والذي اقيم بدعم فني فرنسي لاغراض سلمية. ومنذ ذلك الحين، وهي تلح على موسكو وتضغط عليها عبر الولايات المتحدة لوقف التعاون العلمي النووي مع طهران. وقد اعلن الشهر الماضي عن عرض اميركي مغر لموسكو حتى توقف بناء مفاعل بوشهر النووي الايراني.

الدول العربية «المتهمة» بالسعي لامتلاك السلاح النووي في مخالفة لتعهداتها، عليها اثبات سلمية برامجها عبر عمليات تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي يرأسها محمد البرادعي. الى جانب ذلك يمكن مواصلة السعي لنزع السلاح النووي من كل الاقليم، ونقد تباطؤ الدول النووية في التخلص من اسحلتها، حسب ما جاء في الاتفاقية. من الضروري عدم الانزلاق في المطب الاسرائيلي واللجوء للعناد غير المبرر، والذي قد يوحي بإخفاء اشياء غير موجودة اصلاً.

الخميس، 26 فبراير 2009

مواقع السلاح النووي في دولة إسرائيل



1- مفاعل ديمونة – صحراء النقب

مفاعل الماء الثقيل الذي أنشئ في الخمسينيات من القرن العشرين بالاستعانة بخبرات فرنسية، تستخدمه إسرائيل في إنتاج مواد نووية تدخل في صناعة أسلحة تدمير شامل، يتكون المفاعل من 9 قطاعات رئيسية، ويعمل فيه ما يزيد على 2700 فرد ما بين علماء وفنيين وإداريين.. إلخ..
يبعد المفاعل مسافة 13.5 كلم من مدينة ديمونة و 40 كلم من الحدود الأردنية.
يستطيع هذا المفاعل أن ينتج ما بين 5 و10 قنابل نووية سنوياً.

2- إليلابون – موقع لتخزين أسلحة نووية في الجليل الشرقي

لدى إسرائيل موقعين لتخزين الرؤوس النووية، "إليلابون" واحد من هذين الموقعين.. وهذا المخزن يقع بالقرب من مدينة الجليل، ويفترض أن يكون مخزناً تكتيكياً للسلاح النووي الإسرائيلي.

3- الهيئة المتخصصة لتطوير الصناعات الحربية لإسرائيل، "رفائيل" – حيفا

هيئة صناعية رائدة في تطوير وإنتاج أسلحة الردع البحرية والجوية متضمنة محركات الصواريخ المقذوفة التكتيكية والإستراتيجية والقادرة على حمل وإيصال الرؤوس النووية إلى المواقع المستهدفة.

4- ميناء حيفا

الميناء الحربي الرئيسي لإسرائيل، الذي يحتضن ثلاث غواصات ألمانية المنشأ، من طراز "دولفين" قادرة على إطلاق صواريخ مجهزة برؤوس نووية، وعلى هذا تكون لدى إسرائيل القدرة على شن هجوم نووي من طريق البحر.

5- سيدوت ميخا – بيت زكريا

لدى إسرائيل 3 أسراب من الطائرات المحملة بصواريخ ذات رؤوس نووية في قاعدة سيدوت ميخا 45 كلم، إلى الجنوب من مدينة تل أبيب.

6- مركز "سوريك" للأبحاث النووية

يقع إلى الغرب من مدينة "بيتشيفع" وهو مركز بحثي مسؤول عن تصميم وتطوير الأسلحة النووية.


7- تل نوف

قاعدة جوية ومركز لتدريب القوات الجوية الخاصة ووحدات المظلات، تحتوي على مستودعات (أقبية) لتخزين أسلحة نووية، والقاعدة تقع على بعد بضعة كيلومترات من تل أبيب.

8- تيروش - موقع لتخزين أسلحة نووية بالقرب من كل من تل نوف وسيدوت ميخا

يفترض أن يكون المخزن النووي الاستراتيجي لدى إسرائيل وهو مكون من شبكة من الطرق التي تربط مجموعة من الأقبية أو المستودعات التي تحتوي مخزون الرؤوس النووية."

9- يوديفات – إلى الشرق من حيفا

مركز لتجميع الأسلحة النووية.

10- منشأة نووية غير معروفة إلى جوار مدينة الرملة تم تصويرها عام 1969 ويفترض احتوائها على أسلحة ومتفجرات نووية.


السبت، 21 فبراير 2009

العالمه المصريه سميره موسى











اتولدت سنه 1917 يوم 3 مارس وهى من قريه

سنبو الكبرى مركز زفتى محافظه الغربيه وهى

اول عالمه عربيه فى علم ذره ولقبت باسم ميس

كورى الشرق وهى اول معيده فى كليه العلوم

بجامعه فؤاد الاول جامعه القاهره حاليا .


الفت كتاب فى ماده الجبر وهي فى المدرسه

حيث ظهر نبوغها مبكرا وكانت تأمل أن يكون لمصر

والوطن العربي مكان وسط هذا التقدم العلمي الكبير، حيث

كانت تؤمن بأن زيادة ملكية السلاح النووي يسهم في تحقيق

السلام، فإن أي دولة تتبنى فكرة السلام لا بد وأن تتحدث من

موقف قوة فقد عاصرت ويلات الحرب وتجارب القنبلة الذرية

التي دكت هيروشيما و ناجازاكي في عام 1945 ولفت انتباهها

الاهتمام المبكر من إسرائيل بامتلاك أسلحة الدمار الشامل

وسعيها للانفراد بالتسلح النووي في المنطقة.


قامت بتأسيس هيئة الطاقة الذرية بعد ثلاثة أشهر فقط

من إعلان الدولة الإسرائيلية عام 1948 وحرصت على إيفاد

البعثات للتخصص في علوم الذرة فكانت دعواتها المتكررة

إلى أهمية التسلح النووي، ومجاراة هذا المد العلمي المتنامي

كما نظمت مؤتمر الذرة من أجل السلام الذي استضافته كلية

العلوم وشارك فيه عدد كبير من علماء العالم وقد توصلت في

إطار بحثها إلى معادلة لم تكن تلقى قبولاً عند العالم الغربي ،

وكانت -رحمها الله - تأمل أن تسخر الذرة لخير الإنسان وتقتحم

مجال العلاج الطبي حيث كانت تقول: «أمنيتي أن يكون علاج

السرطان بالذرة مثل الأسبرين». كما كانت عضوا في كثير من

اللجان العلمية المتخصصة على رأسها "لجنة الطاقة والوقاية

من القنبلة الذرية التي شكلتها وزارة الصحة المصرية.

اغتيالها

استجابت الدكتورة إلى دعوة للسفر إلى أمريكا في عام 1951،

أتيحت لها فرصة إجراء بحوث في معامل جامعة سان لويس

بولاية ميسوري الأمريكية، تلقت عروضاً لكي تبقى في أمريكا

لكنها رفضت وقبل عودتها بأيام استجابت لدعوة لزيارة معامل

نووية في ضواحي كاليفورنيا في 15 أغسطس، وفي طريق

كاليفورنيا الوعر المرتفع ظهرت سيارة نقل فجأة؛ لتصطدم

بسيارتها بقوة وتلقي بها في وادي عميق، قفز سائق السيارة

واختفى إلى الأبد .


بداية الشك في حقيقة اغتيالها


أوضحت التحريات أن السائق كان يحمل اسمًا مستعاراً وأن

إدارة المفاعل لم تبعث بأحد لاصطحابها كانت تقول لوالدها في

رسائلها : « لو كان في مصر معمل مثل المعامل الموجودة هنا

كنت أستطيع أن أعمل حاجات كثيرة».

ولقد علق محمد الزيات مستشار مصر الثقافي في واشنطن

وقتها أن كلمة (حاجات كثيرة) كانت تعني بها أن في قدرتها

اختراع جهاز لتفتيت المعادن الرخيصة إلى ذرات عن طريق

التوصيل الحراري للغازات ومن ثم تصنيع قنبلة ذرية رخيصة

التكاليف.



وفي أخر رسالة لها كانت تقول: « لقد استطعت أن أزور

المعامل الذرية في أمريكا وعندما أعود إلى مصر سأقدم

لبلادي خدمات جليلة في هذا الميدان وسأستطيع أن أخدم

قضية السلام»، حيث كانت تنوي إنشاء معمل خاص لها

في منطقة الهرم بمحافظة الجيزة


ولازالت الصحف تتناول قصتها وملفها الذي لم يغلق ، وأن

كانت الدلائل تشير - طبقا للمراقبين - أن الموساد، المخابرات

الاسرائيلية هي التي اغتالتها ، جزاء لمحاولتها نقل العلم

النووي إلى مصر
والعالم العربي في تلك الفترة المبكرة.


 





عملات مصرية

أولا : عملات حديثة :


خمسة قروش
عشرة قروش - 10 ساغ
خمسة و عشرون قرشاً - ربع جنيه
خمسون قرشاً - نصف جنيه

جنيه مصريخمسة جنيهات مصريةعشرة جنيهات مصريةعشرون جنيهاً مصرياًخمسون جنيهاً مصرياً
مائة جنيه مصرياً

ثانيا : عملات قديمة :