على الرغم من أن الحكومة الإسرائيلية لم تقر رسمياً بتطوير برنامج للأسلحة النووية، إلا أن المجتمع الدولي رصد الطبيعة العسكرية للبرنامج النووي الإسرائيلي منذ ستينيات القرن العشرين. وباستثناء مفاعل الأبحاث في مركز ناهال سوريك للأبحاث النووية، يُعتبر البرنامج الإسرائيلي عسكرياً بأكمله، ولا يمكن الحديث عن برنامج للطاقة النووية. والواقع أن ديمونة تُعتبر الجزء المركزي في هذا البرنامج العسكري، سيّما وأنها تشتمل على مفاعل يوفِّر الوقود المشع/المستنفد الذي يُستخدم في استخراج/فصل البلوتونيوم في منشأة إعادة المعالجة المبنية أيضاً في موقع ديمونة، ليتم تحويله لاحقاً إلى معدن البلوتونيوم الضروري لصنع المكوّنات المنجمية للسلاح النووي. وإذا كانت التعديلات التي أُجريت على المفاعل في سبعينيات القرن العشرين قد زادت قدرته الفعلية الأولية إلى 75 ميغاوات حرارة، فهذا يعني أن معدلات التغذية بالبلوتونيوم قد ازدادت إلى نحو 15 إلى 20 كيلوغراماً أو أكثر في السنة التشغيلية الواحدة. ووفقاً للتقديرات المبنية على تصريحات فانونو Vannunu، يبلغ معدل الإنتاج الوسطي في الأسبوع الواحد 1.2 كيلوغراماً من البلوتونيوم الخام، أي ما يكفي لصنع ما بين 4 و12 سلاحاً نووياً في السنة الواحدة.
في العام 1981، طلبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من إسرائيل أن تُخضع منشآتها النووية للتفتيش من قبل الوكالة، لكن الطلب قوبل بالرفض. وإذ ذاك، لم تخضع منشأة ديمونة (المفاعل ومنشأة إعادة معالجة البلوتونيوم) لأي عملية تفتيش.
في أيامنا هذه، يُفترض أن ترسانة إسرائيل من الأسلحة النووية متنوّعة على مستوى منظومات إطلاق الأسلحة النووية ذات القدرة التفجيرية، علماً بأننا لسنا متأكدين من الحجم الفعلي للمخزون الاحتياطي النووي في إسرائيل وتركيبته. وفي أواخر تسعينيات القرن العشرين، أشارت أجهزة الاستخبارات الأميركية، استناداً إلى التقديرات حول الإنتاج، إلى أن إسرائيل تمتلك ما بين 75 و130 سلاحاً نووياً.
أما المبرر المنطقي الأساسي الذي دفع بإسرائيل إلى الانزلاق عبر ممر الأسلحة النووية، فتمثل بالسعي إلى امتلاك سلاح "الحل الأخير". ففي العام 1966، بدأت المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية بمخطط دفاعي منهجي انبثق عنه ما يُعرف بمفهوم "الخطوط الحمراء" الأربعة. وفي حال تم تجاوز هذه الخطوط، قد تفكّر إسرائيل عندئذٍ باستخدام الأسلحة النووية. وقد تمثلت هذه الخطوط الحمراء بما يلي:
*توغل عسكري عربي ناجح في المناطق السكنية الواقعة ضمن حدود إسرائيل ما بعد العام 1949؛
*تدمير سلاح الجو الإسرائيلي؛
*القيام بهجمات جوية كبيرة ومدمّرة ضد إسرائيل أو استخدام الأسلحة الكيميائية أو البيولوجية ضدها؛
*استخدام الأسلحة النووية ضد إسرائيل.
بحلول العام 1970، بات امتلاك إسرائيل للأسلحة النووية يشكل سراً علنياً، فيما أشار المراقبون إلى أن حرب العام 1973 شهدت تأهباً نووياً من قبل إسرائيل للمرة الثانية. كذلك جرت الإشارة إلى أن إسرائيل اعتمدت التأهب النووي الكامل في خلال عاصفة الصحراء في العام 1991 عندما كانت الولايات المتحدة تقصف العراق، والعراق ترد بقصف إسرائيل بصواريخ سكود. لكن السياسة النووية الرسمية في إسرائيل بقيت على حالها منذ مطلع ستينيات القرن العشرين: فإسرائيل "لن تكون أول من يدخل الأسلحة النووية إلى الشرق الأوسط"، علماً بأن إسرائيل تملّصت من المساعي لتوضيح المصطلحين "إدخال" و"أسلحة نووية" في هذا السياق. ولا بد من الإشارة إلى أن سياسة إسرائيل تحظى بدعم يجمع عليه صانعو القرارات وعامة الشعب، وترتبط بالإدراك المستمر لأهمية الترسانة النووية من أجل بقاء إسرائيل كدولة مستقلة.
---------------------------المنشآت النووية في إسرائيل-----------------------
أ. مركز ناهال سوريك للأبحاث النووية
يتكوّن من:
- مفاعل الأبحاث آي آر آر 1 (IRR-1 )، قدرته 5 ميغاوات حرارة ويُزوّد بوقود اليورانيوم العالي التخصيب؛
- مختبر التصاميم والأبحاث على الأسلحة النووية، مع احتمال وجود مواد انشطارية إضافية في الموقع.
ب. مركز النقب للأبحاث النووية (ديمونة)
يتكوّن من:
- مفاعل المياه الثقيلة آي آر آر 2 (IRR-2) لإنتاج البلوتونيوم/التريتيوم؛
- منشأة لإعادة معالجة البلوتونيوم؛
- منشأة لإنتاج الوقود ومعالجة البلوتونيوم؛
- منشآت لتخصيب اليورانيوم؛
- مصنع لمعالجة المياه، منشأة لتخزين النفايات العالية النشاط.
ج. إيليابون
يضم الموقع:
- منشأة لتخزين الأسلحة النووية التكتية
د. حيفا
يضم الموقع:
- قاعدة بحرية لغواصة ذات صواريخ موجّهة ولتخزين الرؤوس الحربية الخاصة بصواريخ كروز التي تُطلق من البحر، والتي يُقدَّر عددها بنحو 20 صاروخاً.
هـ. يوديفات Yodefat
يضم الموقع:
- منشأة لتجميع الأسلحة النووية.
و. تيروش
يضم الموقع:
- منشأة لتخزين الأسلحة النووية.
ز. كفر زخاريا Kfar Zekharya
يضم الموقع:
- قاعدة للصواريخ النووية ومنشأة لتخزين القنابل المدفوعة بالجاذبية.
يتبع…………………………………………………………………………………………………………………………
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق